أن تواجهك كل مستحيلات كرة القدم وأنت في مستهل طريقك نحو النجومية، فهذا أمر كفيل لإنهاء مسيرتك، قبل حتى أن تبدأ، لكن هذه النتيجة لم تحدث أبداً اذا كنت
أن تواجهك كل مستحيلات كرة القدم وأنت في مستهل طريقك نحو النجومية، فهذا أمر كفيل لإنهاء مسيرتك، قبل حتى أن تبدأ، لكن هذه النتيجة لم تحدث أبداً اذا كنت تمتلك شخصية قوية وإرادة حديدية كتلك التي يمتلكها أحمد حجازي نجم الأهلي الجديد.
حجازي الذي بدأ مسيرته الكروية مهاجما في النادي الاسماعيلي، واحترف في سن مبكرة مدافعا بنادي فيورنتينا الايطالي، قبل أن يتلقى طعنتين باصابتين بقطع في الرباط الصليبي، كانتا كفيلتين بالبقاء على مقاعد البدلاء طويلا، قبل أن ينتقل لأحد فرق الدرجة الثانية في ايطاليا، ومنها يقرر العودة مرة أخرى الى مصر والتضحية بحلم الاحتراف، ليواجه هجوما من جماهير ناديه الجديد، وأزمات تهدد قيده حتى في القائمة المحلية، وكل ما سبق من مستحيلات كرة القدم التي ان واجهت احداها لاعبا في مقتبل عمره فإنها كفيلة لاصابته بالاحباط واليأس، لكن حجازي عاد وتألق وصال وجال وحاز على اعجاب وثقة الجميع،سواء في الإدارة الفنية لفريقه، أو جماهير ناديه.
الناشئ الهداف
كعادة معظم المواهب في مصر، نشأ حجازي مواليد 1991 في مدرسة دراويش الكرة المصرية، ومع تألقه في الموسم 2008 برفقة فريق 17 عاما تحت قيادة ايمن الجمل مدرب الفريق، قرر نصر ابو الحسن رئيس النادي حينها، عمل عقد احترافي مع اللاعب، وكلف عاطف زايد عضو المجلس والمشرف على قطاع الناشئين بالحصول على توقيع اللاعب، وقام بالفعل حجازي بالتوقيع وعدد من زملاءه على عقود مع النادي الاسماعيلي.
ولأن اللاعب يمتلك مهارات مبشرة قرر عبد الرحمن انوس المدير التنفيذي للنادي حينها، تمييز اللاعب عن زملاءه الصاعدين بمضاعفة قيمة عقده الى 300 الف جنيه في الموسم بدلا من 150 الف لباقي زملاءه، وهو الأمر الذي أحدث فتنة في الفريق حينها، ليطلب عاطف زايد عضو المجلس من والد حجازي الذي كان يعمل بالسعودية في هذا التوقيت، بالحديث مع نجله لتوقيع عقد آخر، وبالفعل، ابلغ الوالد نجله، ليقوم حجازي بتمزيق العقد السابق توقيعه، وتوقيع عقد جديد يتقاضى بموجبه 150 الف جنيه في الموسم.
لكن في هذا التوقيت كانت قناعات ايمن الجمل مدرب فريق الاسماعيلي تحت 17 سنة، بأن حجازي يمكنه اللعب في مركز المهاجم، وضعه كثيرا كرأس حربة، وكانت المفاجأة أن حجازي كان هداف الفريق في تلك الفترة.
وبدأ حجازي مرحلة الاحتراف في 24 نوفمبر 2009 عندما لعب لأول مرة مع الفريق الأول للنادي الإسماعيلي مدافعا، واستطاع أن يثبت وجوده في مركزه قبل أن يتلقى عرضا للاحتراف الأوروبي في نهايات العام 2011، حينها أعلن الاسماعيلي توصله لاتفاق مع نادي فيورنتينا الإيطالي لبيع اللاعب.
المنتخبات
بات حجازي عنصرا اساسيا في تشكيلة المنتخب الاول التي تخوض منافسات التصفيات المؤهلة لبطولتي كأس العالم 2018 وكأس الأمم الأفريقية 2017، لكن اللاعب لا ينسى ابدا العام 2009 عندما لعب للمرة الأولى مع منتخب مصر تحت 20 عاما وشارك معهم في كأس العالم للشباب 2009 التي أُقيمت في مصر والتي فتحت له بعد ذلك مشوار الاحتراف الاوروبي.
وفي العام 2011 شارك حجازي في كأس العالم للشباب، وانضم للمرة الاولى الى صفوف المنتخب الأول للمشاركة في مباراة ودية امام البرازيل خسرتها مصر بهدفين دون مقابل.
شارك نجم الدراويش السابق مع المنتخب المصري الأوليمبي في أولمبياد لندن 2012 وساعد المنتخب الأولمبي على التأهل إلى الدور الثاني، لكن الاصابة داهمته في ربع نهائي البطولة لتخرج مصر على يد اليابان ويغيب حجازي عن انطلاقته مع الفيولا.
هرقل المحترفين
يتميز أحمد حجازي بطوله الفارع والذي يزيد عن 190 سم، فضلا عن قوته البدنية حيث يتجاوز وزنه 86 كيلو، الأمر الذي تسبب في اطلاق لقب هرقل المحترفين عليه، نظرا للقوة الجسمانية التي يتميز بها.
الفيولا
وافق الاسماعيلي على بيع اللاعب الى فيورنتينا مقابل 1.5 مليون يورو، وتنازل اللاعب عن مستحقات له لدى الدراويش تصل الى 750 الف جنيه.
وتسلم الاسماعيلي 750 الف يورو من النادي الايطالي عند التوقيع على عقود الصفقة، وقبل انتقال اللاعب الى ايطاليا بثلاثة شهور كاملة، وقبل سفر اللاعب الى اوليمبياد لندن 2012، حينها اشترط رأفت عبد العظيم رئيس النادي استلام نصف المبلغ في نهاية ابرلي 2013 على ان يتسلم باقي المبلع بعد انضمام اللاعب بثلاثة شهور، لينتقل اللاعب فعليا الى فيورنتينا يوليو 2012.
وكان ينص التعاقد على حصول الاسماعيلي على نسبة 15٪ من رسوم إعادة بيعه، لكن فسخ الاعب تعاقده مع فيورنتينا وانتقاله للأهلي في صفقة حرة، منع الدراويش من الساتفادة المادية من اللاعب مرة أخرى.
الصليبي
غاب حجازي عن بعض مباريات فيورنتينا في بداية انتقاله بسبب اصابته مع المنتخب، قبل يبدأ في صنع اسما له مع الفيولا ويشارك اساسيا في لقاء للفريق بكأس ايطاليا ويتمكن من احراز اول اهدافه في الاراضي الايطالية، قبل أن يتعرض للاصابة بقطع في الرباط الصليبي في ديسمبر 2012 اثناء احدى تدريبات الفريق، حيث كان يتصدى لإحدى تسديدات زميله في الفريق وسقط بالخطأ علي ركبته مما أدي لإصابته بقطع في الرباط الصليبي للركبة، ليغيب عن الفيولا حتى نهاية الموسم تقريبا.
وفي سبتمبر من العام 2013 عاودت الاصابة بقطع في الرباط الصليبي للركبة اليمنى اللاعب، حيث كان قد تعرض حجازي لإصابة في الركبة خلال مواجهة منتخب مصر وأوغندا الودية أغسطس 2013، ولم يلعب اي مباراة مع ناديه قبل ان يعلن الطبيب المعالج أن ركبة اللاعب غير مستقرة وتحتاج للتدخل الجراحي مرة أخرى من أجل تثبيتها مما ستجعله يغيب عن الملاعب لمدة 6 أشهر.
وجاء إعلان اصابة حجازي الجديدة بعد غلق سوق الانتقالات بأيام قليلة مما وضع فيورنتينا في ورطة، لكن مع عودته من الاصابة هذه المرة، لم يجد حجازي مكانا له بالتشكيل الاساسي مع اعتماد مدرب الفريق على عناصر اخر، ليقرر الرحيل
بيروجيا
لم يرض حجازي بالبقاء على مقاعد البدلاء في نادي فيورنتينا، ليوافق على عرض بالانتقال الى فريق بيروجيا صاحب الدرجة الادنى بالدوري الايطالي، على أمل المشاركة بصفة دائمة، والعودة لناديه الأصلي او الانتقال لفريق اوروبي آخر واستكمال مسيرته الاحترافية، وقدم اللاعب مستوى طيب خلال ستة اشهر قضاها بدوري الدرجة الاولى الايطالي، قبل أن يعود مجددا لناديه الفيولا.
ومع قناعته بأن بقاءه على مقاعد البدلاء في فيورنتينا لن يفيده فنيا، قرر اللاعب الانتقال لفريق آخر، وتلقى بالفعل عدة عروض من فرق صغيرة باسبانيا وايطاليا، قبل أن يتوصل لاتفاق مع ناديه لانهاء التعاقد بالتراضي، والانتقال لصفوف الأهلي المصري.
هجوم
لم يكن بالموقف السهل على اي لاعب في العالم أن تهاجمه جماهير فريقه الذي انتقل اليه حديثا، فبدلا من الترحيب به وهو الذي فضل ناديهم عن الاحتراف في اوروبا، يجدهم يهاجموه بسبب انتماءه القديم الى النادي الاسماعيلي، هذا مع حدث مع حجازي، الذي لم يرد الاساءة بإساءة، وانتظر طويلا حتى اتيحت له الفرصة للرد في الملعب، وكان له ما أراد في النهاية، بعدما استطاع في مباراتين فقط ان يلقى استحسان جماهير الأهلي.
والشيء بالشيء يذكر، فإن لاعب الاسماعيلي السابق عندما انتهت علاقته بالفيولا، أبلغ مسئولي الاسماعيلي بنيته العودة الى مصر، لكن مع تجاهل التفاوض معه قرر الانتقال للأهلي، لا سيما مع جدية العرض الذي قدمه مسئوليه، فضلا عن قيامهم بالاستغناء عن لاعب مقيد متحملين قيمة فسخ التعاقد معه.
انتظار
أن تهرب من فريقك لأنك لا تشارك بصفة دائمة، وتنتقل لفريق آخر مضحيا بحلم الاحتراف الأوروبي، لتجد نفسك في النهاية خارج قائمة الفريق بالأساس، غير مقيدا، مهددا بالبقاء على هذا الوضع حتى إشعار آخر، يتوقف قيدك على موافقة لاعب آخر، تشاهد فريقك يخسر مباراة تلو الأخرى، ويودع بطولتين في فترة قصيرة، بأخطاء دفاعية كان يمكنك في حال وجودك أن تتداركها، فهذا كله من مستحيلات الكرة الذي كان على حجازي أن يواجهها بتحدي، تحدي الانتظار، حتى تأتي الفرصة، ويشارك مع الفريق، ويثبت بأنه الأحق في مركزه، والأولى بمقعده في القائمة.
تتويج
ورغم مسيرته الكروية وتعدد الأندية التي لعب بها، إلا أن حجازي لم يذق طعم التتويج بالبطولات، إلى أن حانت اللحظة التي لعب فيها للأهلي، فكانت أول مباراة شارك فيها حجازي أمام الزمالك في بطولة السوبر المصري، والتي اقيمت بالامارات منتصف اكتوبر الجاري، وهي المباراة التي قدم فيها حجازي آداءا مقنعا حاز إعجاب الجماهير، وفاز فيها فريقه بثلاثة أهداف مقابل هدفين، ليتوج بطلا للمسابقة، بعد 90 دقيقة فقط، ويحصد حجازي اول لقب في مشواره الكروي.
المهاجم المشاكس
ورغم أن مركزه في آخر نقطة بالملعب أمام حارس المرمى، إلا أنه لن تكون مفاجأة إذا وجدته يصارع في منتصف الملعب، ويرواغ في مربع العمليات، ويسدد بلغة المهاجم الواثق نحو المرمى، يستفيد من طوله في الركلات الركنية والثابتة، ولا ينسى ابدا بداياته السابقة في النادي الاسماعيلي، عندما كان هدافا للفريق.
واستطاع حجازي قبل 10 دقائق تقريبا من نهاية مباراة فريقه الاولى بالدوري امام طلائع الجيش ان ينتزع آهات الجماهير امام الشاشات، بعدما راوغ بمهارة وبراعة صانعي اللعب احد لاعبي المنافس، قبل أن يسدد بقوة.
COMMENTS